الذبحة القلبية هي من أكثر اضطرابات القلب شيوعًا، فهي تصيب حوالي 1.6% من الناس حول العالم، وهي تحدث نتيجة ضيق او انسداد الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب ، وتحدث هذه الانسدادات نتيجة ترسب الدهون الضارةعلي جدرانها مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية.
ورغم خطورة هذا المرض وتهديده للحياة إلا أن تطور وسائل تشخيصه وكذلك تطور طرق علاجه أدت لتراجع نسبة الخطورة.
ويعتمد التشخيص على اخد معلومات عن حياة المريض وتاريخة المرضي والاطعمة الدائم تناولها ، وإجراء فحص سريري دقيق، فيشتبه بالإصابة بالذبحة القلبية عند الأشخاص الذين يشعرون بعدم الراحة أو ألم على شكل ضيق أو ثقل في مركز الصدر خلف عظم القص، أو في الجانب الأيسر من الصدر، وينتشر إلى الذراع الأيسر أو بين الكتفين أو إلى العنق أو الأسنان السفلية، ويرتبط بالجهد الجسدي أو التوتر العاطفي، ويشتد مع الطقس البارد أو الطعام .
وعندها يلجأ الطبيب لإجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص، واعتمادًا على نتائج الفحوص والاختبارات يتم تقرير خطة العلاج المناسبة، مع اتباع نظام صحي وغذائي دقيق .
تشخص الإصابة بالذبحة القلبية؟
تخطيط كهربائية القلب: (ECG)-
هو أول الاختبارات التي تجرى عادة لتشخيص الذبحة القلبية، ويعتمد على تحويل نبضات القلب إلى ذبذبات تظهر على شاشة الجهاز أو يتم طباعتها على الورق، وعن طريقها يتم قياس معدل ضربات القلب وانتظامها، فعضلة القلب المصابة ترسم ذبذبات غير طبيعية، ولكن يمكن أن يظهر هذا المخطط طبيعيًا رغم وجود إصابة فعلية بالذبحة القلبية.
– اختبار إجهاد القلب : وفيه يتم مراقبة ضغط الدم ومخطط كهربائية القلب أثناء زيادة المجهود الجسدي للمريض، حيث يتم تشخيص الحالة إذا كان الجهد يسبب الأعراض.
– تصوير الصدر بالأشعة السينية: عادة ما تكون طبيعية في مرضى الذبحة القلبية، ولكن تجرى لنفي وجود أي مرض آخر في القلب أو الرئتين.
– فحص الدم : يجرى لمعرفة مستوى أنزيمات القلب تدل المعدلات العالية من هذه الانزيمات في الدم علي وجود ضعف وفشل في عضلات القلب .
– مخطط صدى القلب (إيكو): يعطي معلومات عن شكل القلب وحجمه وكيفية عمل حجراته وصماماته، ويظهر المناطق التي لا تتحرك بشكل جيد نتيجة تعرضها للأزمة القلبية .
– تصوير الأوعية عن طريق القثطرة الشريانية: حيث يتم إدخال أنبوب رفيع جدًا ومرن عبر شرايين الفخذ أو الذراع لتصل إلى داخل عضلة القلب ثم تحقن الشرايين التاجية بصبغة تتم رؤيتها بواسطة الأشعة السينية، وبهذا يتم تحديد وجود انسداد أو تضيق في الشرايين التاجية .
– المسح الذري: يتم حقن مادة مشعة عن طريق وريد في الذراع وتوضع كاميرا خاصة أمام صدر المريض لرؤية إضاءة هذه المادة الإشعاعية أثناء جريانها مع الدم، وبذلك يتم تقييم جريان الدم وتحديد أماكن وجود ضمور أو انسداد في الشرايين .
علاج الذبحة القلبية؟
– أولًا، تغيير نمط الحياة: إيقاف التدخين أو إقلاله قدر الإمكان، تجنب النشاطات المجهدة، تجنب الوجبات الدسمة والثقيلة التي تعطي شعورًا بالتخمة، تصغير حجم الوجبات، الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع الضغط أو ترفع معدلات الكوليسترول والدهون الثلاثية، تجنب المواقف التي تسبب الضغوط النفسية، إنقاص الوزن في حال كان هناك زيادة وزن.
– ثانيًا، العلاج الدوائي: الهدف منه علاج تخثر الدم وتوسيع الشرايين وتسكين الألم وعلاج مسببات الذبحة القلبية
*النترات: تقوم بإرخاء وتوسيع الأوعية الدموية، لذلك تستخدم لتخفيف ألم النوبة، ومنع حدوث النوبة عند التنبؤ بقدومها، وتقليل عدد مرات حدوث النوبات .
*ويعتبر النتروغليسيرين أكثر النترات شيوعًا، حيث يستخدم على شكل أقراص توضع تحت اللسان أو لصاقات توضع على الجلد.
*مضادات تخثر الدم: تمنع التصاق الصفيحات الدموية وتشكل الجلطات، وبالتالي تقي من حدوث النوبات القلبية، وعلى رأس هذه الأدوية الأسبرين، وهناك أيضًا كلوبيدوغريل، وبراسوغريل، وتيكاغريلور.
*مثبطات بيتا1 : ترخي الأوعية وتخفف سرعة ضربات القلب وتخفض من ضغط الدم، وأكثرها استخدامًا بيزوبرولول وأتينولول
*مثبطات قنوات الكلس: ترخي الأوعية الدموية وبذلك تزيد من تدفق الدم فيها وتخفض من الضغط، وأكثرها استخدامًا دلتيازيم وأملوديبين.
*مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين: تخفض معدلات ضغط الدم وتقلل من إجهاد القلب، ومنها كابتوبريل وراميبريل وإينابريل
*الستاتينات: تقلل من كولسترول الدم وتزيد من امتصاصه في الجسم ما يمنع ترسبه داخل الأوعية الدموية، ومنها سمفاستاتين وأتورفاستاتين وروزوفاستاتين.
– ثالثًا، العلاج الجراحي: يتم اللجوء إليه إذا لم تجد الأدوية وتغيير نمط الحياة في علاج الذبحة
كيفة الوقاية من الإصابة بالذبحة القلبية؟
الامتناع عن التدخين والكحول.
اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضراوات و الحبوب الكاملة والأسماك.
الحفاظ على وزن الجسم المناسب.
ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.
الابتعاد عن التوتر والجهد الجسدي والنفسي.
إجراء البالغين لفحص دوري كل عدة أشهر لمراقبة الضغط، السكري و الكوليسترول.
وعند وجود إصابة سابقة بأزمة قلبية فإن العلاج الدوائي هو من أهم العوامل التي تخفض فرص حدوث أزمة مرة ثانية.
وتشمل الأدوية: الأسبرين، مثبطات بيتا، مثبطات الدهون والكوليسترول، مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثبطات قنوات الكلس.
أخيرًا، نؤكد أن الإصابة بالذبحة القلبية لا تعني أن المريض لم يعد بإمكانه ممارسة حياته ونشاطاته اليومية بشكل طبيعي، وإنما عليه تغيير بعض العادات السيئة في حياته كالبدانة والكسل والتدخين، ومعرفة حدود قدراته لممارسة النشاط البدني، إضافة لضرورة طلب المساعدة الطبية عند اشتداد الحالة خشية تحولها لأزمة قلبية خطيرة.
نصائح عن العلاج بالهند يغفل عنها أكثر المسافرون
أحصل عليها مجاناً