جراحات المخيخ و عمليات قاع الجمجمة

تُعد عمليات المخيخ من أخطر العمليات و أكثرها احتياجا إلى الدقة و المهارة العالية من الطبيب ؛ لتفادى حدوث أى مضاعفات أو أى تلف لأى جزء من المخيخ .

علاج اصابات الدماغ الناتجة عن الحوادث :
الحوادث تؤدى إلى إصابات عديدة بالرأس ابتداءً من جرح الجلد مروراً بكسر الجمجمة  و حدوث ارتجاج للمخ و حتى حدوث إصابة بالغة فى نسيج المُخ نفسه . يعتمد علاج إصابات الرأس الناتجة عن الحوادث بنسبة كبيرة على نوع الاصابة -و مدى خطورتها -و هل تحتاج الى تدخل جراحى فورى أم أن الإسعافات الأولية ستفى بالغرض .
فى أغلب حالات الجرح القطعى فى فروة الرأس يكون العلاج أولا حلاقة الجزأ من الشعر المُغطى للفروة ثم تطهير الجلد و إيقاف النزيف بالضغط المباشر على الجرح ثم خياطة هذا الجزء و فك الغُرز لاحقا بعد إيقاف النزيف و تعافى الجرح. فى حالة الإصابة بارتجاج فى المخ نتيجة الاصطدام بشىء ما – السبب الأشهر هو حوادث السيارات و الاصطدام بعجلة القيادة – حيث يتم إبقاء المريض تحت المُلاحظة أربعة و عشرين ساعة و تُراقب خلالها وظائف المُخ و صحة المريض بشكل عام ، وفى هذة الأثناء يُفضل إجراء اشعة رنين مغناطيسى على المُخ للتأكد من سلامته و عدم إصابته بأى تلف أو إصابات بالغة . قد يدخل المريض حالة الفاصل بعد الارتجاج، وهى الحالة التى يستدرك المريض فيها وعيه ويتكلم و يعى و يفهم ما حوله ، و لكن سرعان ما يدخل فى الغيبوبة التى تلى الارتجاج مرة أخرى ، و لهذة الفترة أهمية جنائية كبيرة إذ أن المريض يمكن أن ينطق و يقول اسم الجانى عليه اذا كان قد تعرض لضربه على رأسه او كان سبب الارتجاج اى اعتداء عليه من أى نوع .
علاج كسور الجمجمة و مضاعفاتها :
كسور الجمجمة الناتجة عن الحوادث لها أنواع كثيرة و يعتمد علاج هذة الكسور على نوعه بالدرجة الاولى ، فمثلا فى الكسر الشقى الذى يُمثل أبسط أنواع الكسور و أكثرهم نتيجة إيجابية فى علاجه  يتم تقريب طرفى الجمجمة المنفصلة و يكون الفاصل بينهما فى هذا النوع من الكسور ليس كبيرا مما يُسَهل إصلاحه و فى بعض الاحيان يلتحم طرفى الكسر تلقائيا ؛ لصغر المسافة بينهما.
يوجد أيضا نوع آخر من الكسور يُسمى بالكسر القطعى و فى أغلب الأحيان يكون السبب ضربة على الرأس بآله حادة و هذا النوع من الكسور يكون عميق و يصحبه نزيف كثير و يحتاج إلى عناية فائقه لأنه غالبا يصحبه تلف و أضرار بالمخ .
نوع آخر من الكسور يُسمى الكسر المفصلى – و الذى يكون شائعا عند راكبى الدراجات النارية – يُعد من أخطر الانواع و يحتاج عناية خاصة لان الكسر يشمل مفصل من مفاصل عظام الجمجمه ، و بالتالى يصحبه نزيف كثير و إصابة بالغة فى المخ و قد يصل هذا النوع من الكسور فى بعض الأحيان الى شق الجمجمة نصفيا و فى هذة الحالة يكون ليس له علاج .
ويوجد نوع آخر و هو الكسر الذى يصحبه انغماس أو هبوط فى جزء من الجمجمة و هذا النوع أكثر شهرة عند الاطفال ؛ بسبب لين عظام الجمجمة لديهم ، وهذا النوع علاجه عملية جراحية لإصلاح العظم الهابط مع مراعاة الحفاظ على المخ سليماً و عدم إصابته بأى اذى خلال العملية .
و يُعد أسوأ أنواع الكسور الكسر فى قاع الجمجمة و الذى يصحبه فقدان للوعى و غيببوبة المريض و يستلزم عملية جراحية بالغة الصعوبة لإيقاف النزيف و إصلاح ما يمكن إصلاحه لأن هذا النوع من الكسور يؤثر بشكل رئيسى على الأوعية الدموية و الأنسجة الحيوية فى قاع المخ و التى لا غنى عنها فى الحياة لأن بها مراكز مهمة كمركز التنفس و مركز تنظيم ضربات القلب و مركز التحكم فى ضغط الدم .