عملية إزالة الغدة الكظرية أو الفوق كلوية

تصنف الغدة الكظرية من الغدد الصماء ، وهي تقع فوق الكلية وهي عبارة عن فص صغير مثلث الشكل فوق كل كلية ، وتعمل على الحفاظ على ثبات ضغط الدم في الجسم ، وأيضا المواد الكيميائية ، وتساعد في تنظيم المياه في الجسم ، وأيضا توزيع الجلوكوز وكل ذلك من خلال الهرمونات التي تفرزها ، وأيضا تفرز هرمون الأدرينالين الذي يسيطر على الفعل المنعكس في الجسم .

ولكن في بعض الأحيان يصيب الغدة الكظرية خلل ما ، مما يؤدي إلى حدوث خلل في إفراز الهرمونات ويحدث غالب هذا عند ورم الغدة الكظرية ، وتعتبر أورام الغدة الكظرية نادرة الحدوث نسبيا ، ومعظمها تكون أورام حميدة ، لذلك يسهل إزالتها بالمنظار الجراحي بدلا من العمليات الجراحية المفتوحة .

العلاج :

مزايا المنظار الجراحي :

بعد استخدام المنظار الجراحي في علاج أورام الغدة الكظرية أصبح الجرح أقل كثيرا ، كما يسمح للمريض بمغادرة المشفى في وقت أقل فلا يتعدي ثلاثة أيام وذلك بعكس الجراحات المفتوحة ، كما أن الجرح يكون أكثر جمالا من الجرح المفتوح بالعملية الجراحية التقليدية ، ويقل إحمال حدوث فتق أو تمزق للجرح مرة أخرى بعد العملية ، ولكن في بعض الحالات يكون المنظار الجراحي غير مناسب لصحة المريض ، لذلك تستخدم الجراحة المفتوحة ، ويحدد الطبيب المختص نوع العملية والتخدير وفقا لصحة المريض العامة .

تواصل مع استشاري أمراض الكلي من هنــــــا

ما قبل العملية :

يقوم الطبيب قبل العملية بحوالي عشرة أيام بتنظيم ضغط الدم في الجسم ، وإعطاء المريض بعض الأدوية للسيطرة على ضربات القلب ، ويتم عمل فحص لمستوى البوتاسيوم في الدم وإذا كان منخفضا يعطى للمريض جرعات بوتاسيوم ، وقد يحتاج المريض إلى تناول أدوية كورتيزون ، ولكن يختلف ذلك من مريض لأخر وفقا لنوع الهرمون الذي حدث به خلل من هرمونات الغدة الكظرية .

وقبل العملية يقوم الطبيب بعمل فحوصات للقلب والدم ، كما يقوم بعمل أشعة سينية على الصدر ، يحتاج بعض المرضى إلى نقل دم لذلك يجهز الطبيب قبل العملية دم إحتياطي من نفس فصيلة دم المريض ، يفضل أن يقوم المريض بإفراغ القولون وتنظيف الأمعاء قبل العملية ، ويتناول المريض سوائل فقط قبل العملية بيوم على الأقل ، ويأخذ المريض حمام قبل العملية ويصوم حوالي 8 ساعات قبل العملية لذلك لا يأكل المريض بعد منتصف الليل ، لكن يستمر في أخذ الأدوية مع كمية مياه قليلة جدا لشرب الدواء .

العملية :

أولا : المنظار الجراحي : يكون المريض تحت التخدير الكلي ، ويتم وضع كانيولا ” أنبوب صغير ” في تجويف البطن بالجزء العلوي أو في الجنب تحت الأضلع ، حيث يتم إدخال المنظار البطني من خلال الكانيولا ، ويكون المنظار موصل بكاميرا مكبرة لرؤية الأعضاء من الداخل على شاشة التلفاز ، ثم توضع كانيولا أخرى تسمح للجراح بإزالة الغدة الكظرية عن باقي أعضاء الجسم ، ثم توضع في كيس صغير وتخرج من إحدى فتحتي الكانيولا ، وبعد ذلك يتم غلق الجرح .

ثانيا : العملية المفتوحة : يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى الجراحة المفتوحة مثل حالات السمنة أو النزيف الشديد أثناء العملية ، وأيضا عدم التمكن من رؤية الغدة الكظرية جيدا بواسطة المنظار أو أن يكون الورم كبير جدا في الحجم ، ويقوم الطبيب بإزالة الغدة الكظرية بنفسه من الجسم بواسطة أدوات التشريح بدلا من المنظار .

بعد العملية :

يوضع بعض المرضى في غرفة العناية المركزة بمجرد الخروج من غرفة العمليات لكن في الغالب يخرج المريض على غرفته الخاصة بعد الإفاقة من التخدير ، ويشعر المريض بتحسن كبير خلال أيام قليلة ، لكن عليه إتباع تعليمات طبيب الكلي حتى لا تحدث مضاعفات للعملية ، يعطى المريض بعض الأدوية بعد العملية وفقا لحالته الصحية ونوع الهرمون الذي حدث به الخلل مثل أدوية البوتاسيوم ، وأدوية تنظيم ضغط الدم وضربات القلب .

يفضل أن يقوم المريض بممارسة أنشطة خفيفة في فترة النقاهة في المنزل ، ويسمح بالاستحمام في اليوم التالي للعملية ، ويمكن إزالة الضمادات ووضع ضمادات جديدة ، يعود المريض لحياته الطبيعية بعد إسبوع من العملية ، ولكن يتابع المريض مع الطبيب حالته بعد إسبوعين من الخروج من المشفى .

مضاعفات العملية :

تعتبر قليلة جدا وغير خطيرة ، لكن قد يحث إرتفاع في ضغط الدم أو حدوث نزيف ، أو حدوث جلطة دموية وهي تحدث بعد أي عملية ، وقد يحدث أيضا ذبحة قلبية ، ولكن كل هذه المضاعفات نادرة الحدوث جدا . ولذا تكمن أهمية اختيار مستشفي ذو كفاءة عالية عند اجراء مثل هذه العملية الجراحية.

استئصال الغدة الكظرية بواسطة المنظار الجراحي :

يتم استئصال الغدة الكظرية بواسطة المنظار الجراحي لأن الغدة الكظرية تكون صغيرة جدا ، و ذلك من خلال وضع شق صغير يتم إدخال منه المنظار و إجراء العملية الجراحية بسرعة ، بالإضافة إلى ذلك ففترة الشفاء بعد إجراء العملية تكون أسرع مقارنة مع إجرائها بالجراحة المفتوحة مباشرة من طرف الطبيب الجراح .

مضاعفات استئصال الغدة الكظرية :

تعد الغدة الكظرية من بين أهم الغدد التي تساعد و تسيطر على الجسم على بعض أنشطته الحيوية ، لكن أحيانا تصاب بتورم مستعصي علاجه ، فيكون الخيار الوحيد هو الاستئصال ، لكن بعد عملية استئصال الغدة الكظرية قد تحدث مضاعفات غير مرغوب بها كظهور التهاب شديد ، أو تعفن ، مما يجعل مدة الشفاء طويلة ، و لا يمكن شفائها إلا بعض معالجة هذه المضاعفات .