علاج أمراض الكلي وجراحتها

إنتشرت في الفترة الأخيرة منذ بداية الألفية الثانية أمراض الكلى المزمنة  ، فقد أصبح السرطان الكلوي ينتشر بصورة كبيرة بعد أن كان لا يتعدى 1 % ، وأيضا زادت نسبة الإصابة بالقصور أو الفشل الكلوي ، فضلا باقي الأمراض الأخرى التي تصيب الكلية وتؤثر على الجسم بشكل كبير حيث أن الكلية تعمل تنقية الجسم من السموم والأملاح الزائدة عن الجسم في صورة بول .

تنقسم أمراض الكلية إلى نوعين ، سنعرض كل نوع والأمراض التي تندرج تحته وطرق علاج كل مرض منها في السطور القادمة .

1. الأمراض حادة

• إلتهاب الكلية : يكون نتيجة الإصابة بعدوى ما وتصيب نسيج الكلية ، ويتم علاجه عن طريق المضادات الحيوية ، ولكن بعد عمل مزرعة بكتيرية للبول للكشف عن نوع البكتيريا التي أصابت الكلية ، وإذا كان الإلتهاب مزمن يتم علاجه بواسطة غسيل الكلى ، ويأخذ المريض أيضا جرعات من الكاليسيوم والبروتين عن طريق الحقن مع ضرورة الإلتزام بالوجبات الغذائية .
• الحصوات : تتكون نتيجة زيادة نسبة الأملاح في الجسم ، وإذا كانت حجمها صغير تنزل مع البول عادة ، أما إذا كانت حصاة كبيرة أو مرجانية فهنا يحتاج الطبيب إلى تفتيت هذه الحصوات ، ويتم ذلك عن طريق الموجات الصوتية وتتطلب العملية حوالي ساعة بدون أي تخدير ، ويتم توجيه هذه الموجات الصوتية باستخدام أكياس مائية موجودة على الجلد فوق الحصاة المراد تفتيتها ، ويسمح للمريض بمغادرة المشفى بعد الإنتهاء مباشرة .

يستخدم أيضا منظار المثانة لإزالة الحصوات التي لا تنزل مع البول ، وفيه يتم استخدام التخدير الموضعي أو الكلي ، وتتم عن طريق إدخال قسطرة صغيرة لإزالة الحصوة أو تفتيتها لتنزل مع البول ، ويغادر المريض المشفى بنفس يوم العملية ، ويمكن تفتيت الحصوات أيضا بالموجات الكهربائية والليزر بنفس الطريقة السابقة لكن تكون تحت التخدير الكلي فقط ويتم عمل خياطة للجرح لأنه يكون أكبر حجما ، ولكن ذلك في حالة الحصوات الأكبر حجما من 1 بوصة ولا يمكن تفتيتها بالطرق السابقة .

قد يلجأ الطبيب إلى علاج الحصوات بالعمليات الجراحية ، في الحصوات الكبيرة حجما والحصوات المرجانية أيضا حيث أنها تكون متشعبة ، ويتم فيها عمل شقين جراحيين الأول في الجانب للوصول إلى الكلية ، والثاني في الحالب لاستخراج الحصوات ، ويغادر المريض في صباح اليوم التالي للعملية .

ينصح مريض الحصوات بشرب الكثير من الماء حتى تعمل على تخليص الجسم من الأملاح ، وتقليل كميات الملح في الطعام ، وأيضا يجب التقليل من تناول البروتينات .

• إنسداد أوعية الكلية أو الإختناق : يكون نتيجة تكون الحصوات أو عيوب خلقية ، ويحتاج إلى عملية جراحية لعلاجه ، ويقوم الطبيب بتوسيع الأوعية الدموية التي تصل إلى الكلية يدويا أو عن طريق استخدام بالون يتم نفخه ليضغط على جدار الوعاء من الداخل إلى الخارج ليكبر حجمه ، ويعطى للمريض أدوية للحفاظ على ضغط الدم في الجسم ، وهناك حالات أخرى يتطلب فيها إزالة الجزء المسدود من الأوعية وتوصيل الأطراف الباقية ببعضها البعض .
• مرض أديسون ” الغدة الكظرية ” : يصيب الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلية والتي تعمل على إفراز هرمون الكورتيزون والألدسترون ، ويتم علاجه بأخذ أقراص كورتيزون مرة أو إثنين يوميا ، وقد يعطى أقراص فلورينف إذا كان النقص في هرمون الألدوسترون ، وتكون مرة يوميا وينصح بزيادة تناول الأملاح بنسب محددة .

تؤدي هذه الأمراض إلى حدوث خلل بالكلية ووظائفها ، ولكن إذا تم إهمالها تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة وتحولها إلى أمراض مزمنة ومنها الإصابة بالفشل الكلوي ” القصور الكلوي ” .

2. الأمراض المزمنة

• إنخفاض الكلية : يكون نتيجة خسارة الوزن في الغالب ويتم علاجه بزيادة الوزن بعض الشئ مرة أخرى .
• الإلتهابات الصامتة : ولا تكون لها أعراض واضحة ، لكنها تظل تزداد وتكبر حتى تسبب تليف الكلية ، وهنا يتم إزالة الكلية المصابة بالكامل جراحيا ، ويكون المريض تحت التخدير الكلي ، ويغادر المشفى بعد ثلاثة أيام من العملية .
• أمراض ناتجة عن الإصابة بأمراض عامة في الجسم مثل : إرتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكر والروماتيد ووجود خلل بالغدد … إلخ ، ويتم علاجها بالحفاظ على مستوى ضغط الدم والسكر في الجسم ، وشرب الكثير من الماء وإتباع نظام غذائي صحي ومتكامل .
• الفشل الكلوي : ويقصد به توقف الكلية عن أداء وظائفها في تنقية الدم ، ويتم علاجه إما عن طريق غسيل الكلى بالأجهزة ويكون مدى الحياة ، وفيها يتم إدخال دم المريض عبر جهاز ليتم تنقية ثم يعود مرة أخرى للجسم عبر فتحة أخرى من الجهاز ، ويتم القيام بهذه العملية مرتين كل إسبوع ، ويغادر المريض المشفى بعد إنتهاء الغسيل مباشرة .

ويمكن علاجها بشكل دائم عن طريق عمليات زراعة الكلية ، حيث يقوم الطبيب باستبدال الكلية المصابة بكلية سليمة من متبرع له أنسجة ملائمة لأنسجة المريض ومن نفس فصيلة دمه ، وبعد العملية ينقل المريض إلى غرفة العناية المركزة ، ويظل لمدة 24 إلى 48 ساعة ثم يتم نقله إلى الغرفة العادية ، ويستمر المريض على أخذ الأدوية المضادة للرفض والمتابعة مع الطبيب ، ويخرج من المشفى بعد حوالي أربعة أيام من المشفى .