العلاج النفسي و التعديل السلوكي للمراهقين

تتنوع المشكلات السلوكية التي يعاني منها المراهقين ، وأصبحت تمثل تحدي للأباء والمعلمين ، لذلك علينا ألا نغفل عن طرق التعامل مع المراهقين ، وأهمية الأمر في تربية جيل متميز لقيادة المستقبل ، والدفاع عن وطنه في المستقبل وإعلاء إسمه في سماء العالم ، بإنجازاتهم وعاداتهم المحببة التي يتعلم منها الأخرون ويسترشدون بها .

واستخدام طرق وأساليب العلاج السلوكي الذي وضعها طب علم النفس والإجتماع ، يساعد كثيرا في التعامل مع المراهقين وحل مشكلاتهم السلوكية والنفسية ، وهناك عدة مداخل وطرق للعلاج السلوكي للمراهقين ومنها العلاج المعرفي السلوكي وهو يهتم معرفة أسباب الإضطرابات النفسية التي تجعل المراهقين يرتكبون هذه الأفعال السيئة ، ثم يحاول التخلص من هذه المشكلات النفسية ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المراهق بعد تحديدها ، وبعد ذلك يقوم بعملية تصحيح وتعديل السلوك .

يحتاج المراهقين إلى وضع برنامج وخطة محددة في التعامل مع تصرفاتهم السيئة ، فصعوبة هذه المرحلة تتلخص في كونها مرحلة النضوج العقلي والإجتماعي حيث يبحث فيها المراهقين عن شخصيتهم الذاتية ، لذلك يلجأون إلى فرض سيطرتهم الشخصية على الأمور وترك الإنطباع عنهم ، ولا يفكرون إذا كان هذا الإنطباع سئ أم جيد ، فالمهم لديهم هو الظهور وإبداء الرأي بشدة .

ويجتمع المراهقين على الشعور بأحد هذه المشاعر : القلق ، والكأبة والوسواس القهري ، وقضم الأظافر ونتف الشعر ، والعصبية الزائدة والشديدة ، والعدوانية والغضب والشعور الدائم بتقييد الحرية ، وأيضا تعاطي المخدرات أو شرب السجائر ، وعدم إحترام النفس ورفض المدرسة ، الرغبة في الإرتباط بالجنس الأخر والعلاقات الغرامية .

طرق العلاج السلوكي :

• العلاج المعرفي : وكما وضحنا سابقا هو قائم على معرفة الأسباب ثم علاجها بشكل جذري ، ويتم ذلك من خلال تعديل أنماط التفكير والسلوكيات الخاطئة ، فالمراهق يكون في مرحلة تكوين الشخصية ويسهل جدا جذبه إلى أي إتجاه بالطرق السليمة ، وميزة هذا العلاج أنه يساعد على التعاون والتثقيف النفسي وهما أساس توجيه المراهقين ، ويتم بواسطة طبيب نفسي في جلسات فردية .
• العلاج السلوكي الجدلي للمراهقين : يستخدم هذا العلاج لتحسين العواطف بين الأباء والأبناء ، وقد ثبت فعاليته كثيرا مع المراهقين .
• الفردية للمراهقين : لقد تم تصميم هذا العلاج ليساعد المراهقين على إكتساب الثقة في النفس والقدرة على إتخاذ القرار الصحيح بأنفسهم ، ويساعدهم في فهم العواطف والتحكم بها مثل الغضب والكراهية ، كما يعمل على تحسين العلاقات ، ويحضر المراهق لجلسات العلاج بشكل فردي ، بينما يحضر الأباء لجلسات جماعية تساعدهم في معرفة كيفية التعامل مع المراهقين ، وهي تقدر بجوالي ساعة ونصف إسبوعيا لكل من المراهقين والأباء ، وهي تمتد إلى 16 إسبوع ، ويتعلم الأباء والمراهقين في هذا النمط العلاجي خمسة مهارات وهي اليقظة ، والتسامح وطلب الإستغاثة ، وتحديد مدى فعالية الشخصية ، والتعرف على العواطف والتحكم بها ، وأخير طرق تقريب وجهات النظر .

عادات سلوكية بسيطة تحسن من تعامل الأباء مع أبنائهم المراهقين :

1. على الأباء محاولة تخليص أبنائهم من العزلة والخجل في التعامل مع الأشخاص .
2. قد يشعر المراهق بالإكتئاب نتيجة التغيرات الجسدية والنفسية التي تحدث في هذا العمر ، لذلك على الأباء الحذر وعد الإستهانة بمشاكلهم ، فالمراهق يميل إلى تضخيم مشاكله ويشعر دائما أنها من أعقد المشاكل التي قد تواجه ، كما يشعر بالظلم ، وحتى يسهل علاجه على الأباء التقرب من أبنائهم وفهم مشاكلهم ومشاعرهم ومحاولة حلها ، وأيضا عليهم تقديم المدح لهم والإستماع الجيد عند حديثهم .
3. الغضب : لا يجوز مواجهته بغضب أخر ، فذلك يثير المراهق ويجعله ينفعل أكثر مما يجعله يتعامل بعنف مع الأخرين ، وعليكم تجنب الأمور التي تغضب المراهق ، وتعليم الأبناء كيف يمكن السيطرة على الغضب مثل ممارسة الرياضة .
4. الكذب : هي صفة سيئة تغلب على المراهقين ولكنها مكتسبة وليست فطرية ، ويكذب المراهق في كثير من الأحيان لحماية خصوصيته ، وليس لفعله شئ خاطئ ، فهو يشعر بشئ من التدخل في أموره الشخصية فيحاول أن يمنع الأباء من معرفة ما يقوم به ، لذلك على الأباء مواجهة الأبناء بالحسنى عندما يكذبون ويشرحوا لهم أضرار الكذب ، ولا يجوز للأهل أن يكذبوا ثم يقومون بتسوية الأبناء ، ففي هذه الحالة لسن يستمع الأبناء لهم .
5. على الأباء مدح المراهق على الأفعال الحسنة والرفع من ثقته بنفسه ، فهذا يساعده على التقرب منهم بصورة أكبر .