تختلف المخدرات المهدئة في التركيب الكيميائي لها ، لكن يشترك جميعها في نفس المفعول ، فهي تعمل على تسكين وتخفيف الألام ، ومعظمها من أنواع المسكنات أو المنومات ، ولعل أشهرها الترامادول لأنه من أقوى المسكنات التي تستخدم في علاج مرض السركان ، ويشبه إلى حد كبير مخدر المورفين ، ويشتهر أيضا مصطلح الهيروين لدى عامة الشعب وليس لدى مروجي المخدرات والمدمنين فقط .
تستخدم هذه المخدرات في علاج الإضرابات الذهنية والنفسية وأيضا في علاج التوتر والقلق وعلاج الصرع ، والرعاش العصبي ، كما يستخدم بعضها في العمليات منخدر قوي مثل المورفين … وغيرها من الأمراض .
ألية العمل :
تؤثر المخدرات المهدئة والمنومات على مراكز النخاع الشوكي وقنواته المختلفة ، وأيضا مراكز قشرة المخ ، لكن المنومات أشد ضررا من المهدئات ، وتسبب هذه المخدرات ضعف عام في العضلات وهذيان الجسم ، كما تؤدي إلى هبوط الضغط الشرياني ، ويشعر المريض بدوار وإضطرابات نفسية وعقلية ، وقد تصيب الفرد الذي تناولها بحالات من الهياج العصبي ، وزيادة الجرعة تسبب الوفاة أو الدخول في غيبوبة .
الأضرار :
يكمن الخطر الكبير على المريض عند الإقلاع عن هذه المخدرات فبعد أربعة وعشرين ساعة من الإقلاع يشعر المريض بالهذيان ويصاب بنوبات صرع ، وينهار عقليا وجسمانيا مع الغثيان والقئ المستمر وعرق غزير مما يعرضه لخطر الجفاف ، كما يصاب بتشنجات وفقدان للإتزان ، وكل هذه الأعراض تعرف باسم متلازمة الحرمان ، لذلك لابد من علاج هؤلاء المدمنين في عيادات متخصصة جدا ، لكنها تكون باهظة الثمن .
تمكنت العديد من الدول من الحد من أخطار المهدئات والمنومات ومن ضمن هذه الدول دولة الكويت العربية التي وضعت نظم رقابية شديدة على صرف هذه الأدوية ، لكن تظل الدول النامية تجد سبيلها إلى هذه المخدرات لتدمر شبابها ، وتعتبر أيضا المواد البترولية من المهدئات وهي خطرة جدا لكن تأثيرها على المدى الطويل .
فهذه المواد المتطايرة التي يشمها الأطفال خاصة لرخص ثمنها كما أنها توجد في بعض الأدوات المنزلية ، فهم يجدونها أمامهم طوال الوقت حتى في علبة طلاء الأظافر ويتعودون على استنشاقها دون وعي أو إدراك منهم ، حيث أن الوالدين يغفلون عن هذا الأمر وأخطار هذه المذيبات المتطايرة ، فهي تؤثر على الكبد والكلى ، كما أنها قد تسبب الموت الفجائي ، وهي إحدى أنواع الإدمان أيضا ، ويظهر لها أعراض إنسحاب لكن بعد التعود عليها لفترات طويلة .
العلاج والتأهيل :
يتم العلاج في مراكز متخصصة ويقوم الطبيب بتقليل الجرعات التي يتناولها المريض تدريجيا لفترة زمنية محددة ، وفي الغالب يكون شهر أو شهر ونصف ، ثم يتم علاج أعراض الإنسحاب والمنومات تأخذ وقت أطول من المهدئات في علاج أعراض الإنسحاب وقد تستمر لفترة طويلة ، كما يعطى للمريض علاج للوقاية من نوبات الصرع التي تصيب المريض ضمن أعراض الإنسحاب ، ويجب أن يضع الطبيب في إعتباره وجود أي مشكلة نفسية للمريض وعلاجها .
بعد ذلك يقوم الطبيب بعمل تحليل دم وبول ومحاولة تنقية الدم من أثر هذه السموم ، وتختلف علاج أعراض الإنسحاب من مستشفى لأخرى فالبعض يفضل علاجه بنفس الدواء ، والبعض الأخر يعطي أحد أنواع الأحماض مع التحفظ على كل نوع من العلاج ، فهو يختلف من حالة مريض إلى أخر ، ودعم الأهل والأقارب من أهم خطوات العلاج حيث أن الحالة النفسية للمريض تؤثر بشدة على صحته ومدى إستجابته للعلاج .
نصائح عن العلاج بالهند يغفل عنها أكثر المسافرون
أحصل عليها مجاناً