جراحات الغدة الدرقية والجاردرقية والغدد اللعباية

يحدث في بعض الأحيان خلل في نشاط الغدد الدرقية والغدد الجاردرقية وهما من الغدد الصماء التي لا تحتوي على قنوات تفزر من خلالها الهرمونات ، بينما الغدد اللعابية تعتبر من الغدد الغير صماء حيث أن لها قنوات تفرز من خلالها اللعاب ، ولكن تعتبر أمراض الغدد من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاج مدى الحياة .

أولا : الغدد الدرقية

تصاب الغدة الدرقية بمرض يسمى مرض جريفز ، وهو أحد أمراض خلل المناعة وأكثرها إنتشارا ويصيب النساء أكثر من الرجال وبداية من سن العشرينات ، وقد يسبب جحوظ للعينين وتورم الرقبة ، ويطلب الطبيب من المريض القيام ببعض الفحوصات لقياس نسبة الهرمونات في الجسم ومنها هرمون الثايرويد ، وأيضا يقوم المريض بعمل إختبار دم للتأكد من وجود الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية بالدم ، ولكن العلاج يتمثل في التحكم في الأضرار الناتجة عن المرض سواء بتقليل إنتاج هرمون الثايرويد أو وقف وظائفه .

قبل العملية يقوم الطبيب بفحص التاريخ الطبي للمريض ، ويتأكد من حالة القلب ، كما يقوم بإجراء أشعة سينية على الصدر ، ويقوم بإختبار معدل سرعة التجلط في الدم ، وقد يلجأ الطبيب إلى طلب فحص لدى طبيب أنف وأذن وحنجرة إذا كان المريض يعاني من مشاكل بالصوت .

يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي في حالة عدم القدرة على استخدام الأدوية ، ويتم فيه استئصال الغدة الدرقية بالكامل أو استئصال جزء منها سواء كان فص أو فصين وترك حوالي سنتيمتر من كلا الفصين أو أحدهما ، وبعد العملية يعطى للمريض أقراص ثايروكسين لاستبدال هرمون الغدة الدرقية .

تتركز أخطر مضاعفات العملية في إحتمال إزالة الغدد الجاردرقية التي تنظم مستوى الكاليسيوم في الجسم ، وأيضا قد ينتج قطع أو جرح للأعصاب التي تغذي الحنجرة ، ولكن هذه المضاعفات قليلة جدا ولا تتعدى نسبة 2 % ونادرا ما تحدث إذا كان الطبيب متمرس في جراحات الغدد ، ويغادر المريض المشفى في صباح اليوم التالي للعملية ، ويكون قادر على مزاولة الأنشطة اليومية .

ثانيا : الغدد الجاردرقية :

تتكون الغدد الجاردرقية من أربعة غدد ضغيرة في حجم حبة البازلاء ، وهي تقع على الغدد الدرقية من الخلف ، وتفرز هرمون الباراثرمون الذي يحافظ على مستوى الكاليسيوم والفسفور في الجسم ، ويرجع سبب القصور في الغدد الجاردرقية إلى العوامل الوراثية أو العوامل المكتسبة ، ويبدأ الطبيب بإعطاء المريض جرعات من الكاليسيوم على هيئة أقراص ، ويأخذ أيضا جرعات من فيتامين د ، لكن إذا لم يستجب المريض للعلاج يلجأ للعلاج الجراحي.

يقوم الطبيب في البداية بعمل تخطيط كهربي للقلب ” رسم القلب ” ، ثم يتم عمل إختبار للبول لقياس كمية الكاليسيوم التي تخرجها الكلية من الجسم ، ويقوم الطبيب أيضا بعمل أشعة سينية على العظم للتعرف على مدى تأثره بنقص الكاليسيوم ، وقياس كثافته ، كما يتم عمل أشعة بالموجات الفوق صوتية أو تصوير مسحي بالمواد الإشعاعية ، للتعرف على وجود تضخم في الغدة الجاردرقية أو ورم .

يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي في حالة وجود ورم أو تضخم بالغدة الجار درقية ، وتصل نسبة نجاح العملية إلى 95 % ، لكن قد تحتاج بعض الحالات إلى تناول أقراص الكاليسيوم وفيتامين د بعد العملية عند حدوث إنخفاض في مستوى الكاليسيوم في الدم ، وتكون العملية في الغالب تحت التخدير العام ، ولا تحتاج العملية أكثر من ساعتين ، ويغادر المريض المشفى في صباح اليوم التالي للعملية .

ثالثا : الغدد اللعابية ” النكافية ” :

توجد الغدد اللعابية أسفل اللسان ، وقد يحدث إلتهاب نتيجة الإصابة بعدوى ما أو حدوث ورم سرطاني ، وهي منتشرة لدى كبار السن ، يتم علاج الغدد اللعابية بالمضادات الحيوية ، وتصريف الخراج إن وجد ، لكن في بعض الأحيان يتكرر حدوث الإلتهابات ، فيلجأ الطبيب إلى الحل الجراحي لإزالة الغدد اللعابية ، أما في حالة الأورام لابد من العلاج الجراحي .

يحتاج الطبيب إلى فحص الدم وتصوير بأشعة إكس قبل العملية ، ثم يتم تخدير المريض تخدير كلي ، ويتم فيها إزالة الغدد اللعابية بأكملها ، ويغادر المريض المشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي على الأكثر ، لكن هناك بعض الحالات التي يكون الورم كبير ومنتشر ، فيتم إزالته على فترات لذلك يلزم البقاء في المشفى لفترة أطول ، وتستمر العملية من ساعة إلى خمس ساعات طبقا لحجم الورم .

يتم تعليم المريض بعد العملية كيفية صرف اللعاب لأنه يظل لفترة بعد الخروج من المشفى ، ويتم التأكد من عدوم وجود أضرار على عصب الوجه ، ومضاعفات العملية قليلة ونادرة وتتمثل في الإصابة بمتلازمة فراي ، وهي عبارة عن عرق شديد عند تناول الطعام مكان العملية ، وقد يحدث تلف في أحد الأعصاب ، أو الشعور بخدران في الوجه والأذن .